تركز مشاريع الأمن السيبراني التي تهدف إلى تطبيق أطر تنظيمية ومعايير مثل ايزو 27001 وضوابط الهيئة الوطنية للأمن السيبراني على تطوير وتطبيق سياسات وعمليات وضوابط لتعزيز وضع الأمن السيبراني في المنظمات من خلال حماية البيانات والأنظمة في المنظمات من التهديدات المتزايدة. وأول خطوة في أي مشروع هي تحليل الفجوات، حيث يتم تحديد الفرق بين الوضع الأمني الراهن والوضع المستهدف، مما يساعد في تحسين الأمن السيبراني للمنظمة وضمان التزامها بالمعايير و الأطر التنظيمية المرجعية.
أهداف تحليل الفجوات:
يهدف تحليل الفجوات إلى عدة أهداف مهمة، أبرزها فهم الوضع الأمني الحالي للمنظمة عبر تقييم جوانبها التقنية، والعملية، والبشرية. ويهدف كذلك إلى تحديد نقاط الضعف الأمنية والتأكد من مدى الالتزام بالمعايير ومتطلبات اﻷطر التنظيمية مثل (ISO27001, NIST, ECC…) كما يسهم في وضع خارطة طريق لتحسين الوضع الأمني وتطوير الاستراتيجيات اللازمة لمعلجة نقاط الضعف الزمنية المكتشفة.
خطوات تحليل الفجوات:
يبدأ تحليل الفجوات بتحديد النطاق، والذي يتضمن تحديد الأقسام والأنظمة والعمليات التي ستخضع للتحليل. بعدها، يتم تقييم الوضع الراهن عبر ثلاث مجالات رئيسية: التقنية، العمليات، والبشرية لكل مجال أو ضابط ضمن المعيار أو الاطار التنظيمي.
- التقنية: يتم تقييم أدوات الأمن السيبراني الحالية مثل جدران الحماية، وبرامج مكافحة الفيروسات، وحلول.SIEM كما يتم تحديد الأنظمة غير المحدثة أو التي تم إعدادها بشكل غير صحيح.
- العمليات: يشمل ذلك مراجعة السياسات الأمنية مثل التحكم في الوصول، إدارة كلمات المرور، وخطط الاستجابة للحوادث. كما يتم مراجعة إجراءات الأمن مثل إدارة المخاطر وإدارة الثغرات.
- البشرية: يتم تقييم ثقافة الأمن السيبراني في المنظمة، وبرامج التوعية، بالإضافة إلى مراجعة أدوار ومسؤوليات الموظفين وتحديد أي نقص في الخبرات، مثل نقص اليد العاملة المؤهلة في مجال الأمن السيبراني.
تحديد الوضع المستهدف
بعد تقييم الوضع الراهن، يتم وضع معايير أو مقاييس مرجعية للوضع المستهدف. ويتم مقارنة الوضعين (الراهن والمستهدف) لتحديد الفجوات. على سبيل المثال، قد تبرز فجوات تقنية مثل عدم وجود أنظمة أمنية متكاملة أو إعدادات خاطئة للأنظمة، أو فجوات عملية مثل عدم تحديث السياسات أو عدم اختبار خطط الاستجابة للحوادث والتعافي من الكوارث. أما في المجال البشري، فقد تشمل الفجوات برامج تدريب غير كافية أو عدم تحديد الأدوار والمسؤوليات بوضوح.
وضع التوصيات وخطة العمل:
بناءً على نتائج تحليل الفجوات، يتم وضع الاقتراحات اللازمة لتحسين الوضع الأمني. قد تشمل هذه التوصيات تطبيق حلول أمنية جديدة، تحديث السياسات الأمنية، أو تطوير برامج تدريبية للموظفين. بعد تحديد التوصيات، يتم وضع خارطة طريق تتضمن الأولويات والجداول الزمنية والمسؤوليات لضمان تنفيذها بفعالية.
فوائد تحليل الفجوات:
يساعد تحليل الفجوات في تحسين الوضع الأمني للمنظمة ويعزز التزامها بالأطر التنظيمية والمعايير المحلية و العالمية. كما أنه يعزز الاستعداد للحوادث الأمنية من خلال تحديد النقائص في خطط الاستجابة للحوادث والتعافي.
الخاتمة
يعد تحليل الفجوات خطوة أساسية لتحسين الأمن السيبراني في أي منظمة. من خلال تحديد الفجوات في المجالات التقنية والعمليات والبشرية، يمكن للمنظمات وضع استراتيجيات فعالة لتعزيز حماية البيانات والأنظمة، مما يساعدها على مواجهة التحديات والتهديدات الأمنية المستمرة.